الثلاثاء، 20 يوليو 2010

عناصرالمشكلة الاقتصادية

3/1- عناصر المشكلة الاقتصادية
3/1/1- الحاجات والرغبات
يجب التفرقة بين الحاجة والرغبة ، حيث أن الحاجة Need هى شعور بالحرمان نتيجة حالة من النقص أو الإفتقار الجسمي أو النفسي ، والذي يسبب نوع من التوتر أو الإضطراب النفسي حتى يتم إشباعه بهدف تجنب الألم ، بينما الرغبة Desire هى شعور بالميل نتيجة التفكير أو التذكر مما يسبب نوع من التوتر أو الإضطراب النفسي حتى يتم إشباعه بهدف ألتماس اللذة.
ومن الخصائص الأساسية للحاجة مايلي :
1- قابليتها للإشباع
2- قابليتها للإنقسام
3- قابليتها للقياس
4- قابليتها للتجديد
ومن صفاتها الأساسية مايلي :
1- متعددة
2- متنوعة
3- متنامية
4- غيرمتناهية


3/1/2- الموارد الاقتصادية
يجب عند تحديد مدلول مصطلح الموارد الاقتصادية أن نفرق بين المصطلاحــات التالية : المصدر ، المورد ، العنصر الإنتاجي ، والمدخل الإنتاجي ، حيث أن المصدر Source عبارة عن "مَعين لثروة كامنة لم تُعرف أهميتها أوكيفية إستغلالها بعد" ، في حين أن المورد Resource هو "مصدر معروف لثروة أُكتشفت أهميتها وكيفية إستغلالها فعلاً" ، أما العنصر الإنتاجي Factor of Production فهوعبارة عن "مورد معد للمساهمة في العملية الإنتاجية" بينما المدخل الإنتاجي Input عبارة عن "عنصر إنتاجي مستخدم فعلاً في العملية الإنتاجية".

فالغلاف الجوي مصدر ، حينما أكتشف أنه يحتوي غاز الأكسجين الذي له العديد من الإستخدمات ، ومع التطور العلمي الذي أفرز كيفية إستغلاله ، أضحى غاز الأكسجين مورداً اقتصادياً ، وحينما إستطاع التطور التكنولوجي أن يعبىء هذا الغاز في صورة أنابيب صالحة للإستخدام ، فإنه قد جعل من هذه الأنابيب عنصراً إنتاجياً ، وعند إستخدم هذه الأنابيب في العملية الإنتاجية فإنها تعد فعلاً مدخلاً إنتاجياً.

وعلى نفس القياس ، فإن الإنسان مصدر ، يشكل مجموع السكان بدءاً من الأطفال الرضع حتي الشيوخ المسنين مورداً إقتصادياً ، أما العنصر الإنتاجي فهو ذلك الجزء المعد فعلاً والمتأهب للمساهمة في العملية الإنتاجية كالخرجين المدربين ، أما المدخل الإنتاجي فهو ذلك الجزء الموظف فعلاً في العملية الإنتاجية.

وعليه ، فإن المورد الاقتصادي هو "مصدر معروف لثروة أُكتشفت أهميتها وكيفية إستغلالها فعلاً للمساهمة بطريقة مباشرة أو غير مباشرة في خلق منفعة لم يكن لها وجود سابق أو إضافة لمنفعة قائمة "

وهناك العديد من التقسيمات للموارد الاقتصاديةEconomic Resources ، منها ماهو قائم على معيار التوزيع الجغرافي :
1- موارد لامكانية ، وهى الموجودة في كل الأماكن مثل الغلاف الجوي.
2- موارد مكانية ، وتنقسم الى ثلاث أنواع :
أ‌- موارد متعددة الأماكن ، وهى الموجودة في العديد من الأماكن مثل الأراضي الزراعية.
ب‌- موارد محددة المكان ، وهى الموجودة في مكان محددة ، مثل المعادن في باطن الأرض.
ت‌- موارد وحيدة المكان ، وهى الموجودة في مكان دون غيره مثل النيكل في كندا.

ومن التقسيمات ماهو قائم على معيار التجدد :
1- موارد متجددة ، وهى الموارد القادرة على تجديد نفسها مثل الأشجار والغابات والثروة الحيوانية.
2- موارد ناضبة ، وهى الموارد الموجود بكمية ثابتة لاتتغير مثل البترولوالفحم والغاز الطبيعي.

ومنها هو قائم على معيار طبيعة المورد :
1- موارد مادية ، وهى الموارد التي لها وجود مادي ملموس مثل الموارد الطبيعية والموارد البشرية والموارد المصنعة.
2- موارد غير مادية ، وهى الموارد التي ليس لها وجود مادي ملموس مثل الموقع الجغرافي ومستوى التعليم والصحة والثقافة العامة والسياسة العامة للدولة.

ومنها ماهو قائم على معيار الأصل :
1- موارد طبيعية ، وهى كل ماهو هبة الطبية وليس للإنسان دخل في وجوده ، وهى سطح الأرض من فوق ، ومايحويه باطنها من تحت ، وما يحيط بها من غلاف جوي ، وماتشمله من قوى وعوامل وظواهر طبيعية.
2- موارد بشرية ، وهى كل جهد بشري عضلي كان أو ذهني
3- موارد مصنعة ، وهى كل ماهو منتًج ليستخدم في إنتاج أخر

وهذه التقسيمات متكاملة لتوضيح وتوصييف هذه الموارد ، بالإضافة إلى أنها غير مانعة بالتبادل ، بمعنى أن إستخدام أحدهما لا يتعارض مع إستخدام أخر ، بيد أن التقسيم الأخير يعد هو التقسيم الأساسي وغيرها من تقسيمات مجرد تقسيمات جزئية له.

وإذا تم إعداد وتجهيز الموارد الاقتصادية للمساهمة في العملية الإنتاجية ، فإنه يطلق عليها مصطلح "عناصر أو عوامل الإنتاج" ، وهناك العديد من التصنيفات لعناصر الإنتاج منها ماهو قائم على معيار أصلي :
1- عنصر الأرض ، وهو نتيجة إعداد وتجهيز مورد طبيعي
2- عنصر العمل ، وهو نتيجة إعداد وتجهيز مورد بشري

ومن هذه التقسيمات ماهو قائم على معيار مصدري :
1- عنصر الأرض
2- عنصر العمل
3- عنصر رأس المال ، وهو نتيجة إعداد وتجهيز مورد مُصنع

ومنها ماهو قائم على معيار وظيفي :
1- عنصر الأرض
2- عنصر العمل
3- عنصر رأس المال
4- عنصر التنظيم ، وهو القائم بعملية التوليف بين العناصر الإنتاجية الأخرى

بيد أن التقسيم القائم على معيار مصدر العنصر يعد من أدق التقسيمات ، كونه يرد العنصر إلى مصدره الأساسي ، إلا أن التقسيم الأخير القائم على المعيار الوظيفي يعد أكثر هذه التقسيمات إنتشاراً ، نظراً لكونه يتوافق مع نظرية التوزيع التي تفسر الكيفية التي يوزع بها الدخل ، حيث أن الدخل أو العائد هو مصطلح جامع لأربعة مصطلحات جزئية يمكن تصنيفها حسب مصدر توليد الدخل ، حيث أن الريع أو الإيجار هو عائد إستخدام عنصر الأرض ، أما الأجر أو المرتب هوعائد إستخدام عنصر العمل ، والفائدة هى عائد إستخدام عنصر رأس المال ، بينما الربح هو عائد إستخدام عنصر التنظيم.


ومع الاستخدام الفعلي لعناصر الإنتاج في العملية الإنتاجية ، فإنه يطلق عليها مصطلح "مدخلات الإنتاج" ، والغرض الأساسي من إستخدام المدخلات الإنتاجية هو الحصول في النهاية على السلع والخدمات التي تستخدم في إشباع الحاجات والرغبات.

ويقصد بالسلع والخدمات "كل منتج يحمل منفعة معروفة لإشباع حاجة أو رغبة" ، إلا أنه يجب التفرقة في المفهوم بين السلعة والخدمة ، فالسلعة Commodity شىء مادي يمكن أن تُعرف بأنها "منتج مادي يحمل خاصية تفي بالغرض من إستخدامه" ، بينما الخدمة Service شىء غير مادي يمكن أن تُعرف بأنها "نشاط فردي كمنتج يمثل أداء وظيفي محدد"

وهناك العديد من التصنيفات للسلع والخدمات ، منها مايلي :
1- سلع وخدمات حرة وسلع وخدمات إقتصادية.
2- سلع وخدمات إستهلاكية وسلع وخدمات إنتاجية.
3- سلع وخدمات ضرورية وسلع وخدمات كمالية.
4- سلع وخدمات متنافسة وسلع وخدمات متكاملة.
5- سلع وخدمات قابلة لإنتقال حيازتها وسلع وخدمات غيرقابلة لإنتقال حيازتها.

بيد أنه من الممكن التولييف من بين هذه التصنيفات لوضع تصنييف أكثر دقة وشمولاً مع تصنيف السلع والخدمات كل منهما على حدة كمايلي :

أولاً : السلع الاقتصادية
1- سلع إستهلاكية.
أ‌- سلع إستهلاكية فورية.
 سلع إستهلاكية فورية ضرورية.
 سلع إستهلاكية فورية كمالية.

ب‌- سلع إستهلاكية مرحلية.
 سلع إستهلاكية مرحلية ضرورية.
 سلع إستهلاكية مرحلية كمالية.

2- سلع إنتاجية.
أ‌- سلع إنتاجية وسيطة.
 سلع إنتاجية وسيطة خام.
 سلع إنتاجية وسيطة نصف مصنعة.

ب‌- سلع إنتاجية أصلية.
 سلع إنتاجية أصلية مباشرة.
 سلع إنتاجية أصلية غير مباشرة.

ثانياً : الخدمات الاقتصادية
1- خدمات إستهلاكية.
أ - خدمات إستهلاكية فورية.
 خدمات إستهلاكية فورية ضرورية.
 خدمات إستهلاكية فورية كمالية.

ب - خدمات إستهلاكية مرحلية.
 خدمات إستهلاكية مرحلية ضرورية.
 خدمات إستهلاكية مرحلية كمالية.

2- خدمات إنتاجية.
أ‌- خدمات إنتاجية وسيطة.

ب - خدمات إنتاجية أصلية.
 خدمات إنتاجية أصلية مباشرة.
 خدمات إنتاجية أصلية غير مباشرة.

3/1/3- التخصيص
يقصد بالتخصيص Specification "إستخدام مدخلات عمليتي الإنتاج والإستهلاك بإسلوب معين للحصول على مخرجات محددة ، بحيث إذا حدث تغيير في حجم أونوعية أو مستوى المدخلات ، أو اسلوب عمليتي الإنتاج أو الإستهلاك ؛ كانت حجم أونوعية أومستوى المخرجات أقل"

ومن هذا التعريف يتضح أن للتخصيص وجهين ، أحدهما خاص بعملية الإستهلاك هو التخصيص الإستهلاكي ، وأخر خاص بعملية الإنتاج هو التخصيص الإنتاجي.

ويعرف التخصيص الإستهلاكي بأنه "عملية إختيارحاجة أو رغبة معينة من بين الحاجات أو الرغبات اللانهائية ، لإشباعها عن طريق إستخدام مورد معين قادرة على إشباع حاجة ورغبة أخرى ، هذا المورد ضمن موارد أخرى قادرة على إشباع تلك الحاجة أو الرغبة نفسها بحيث إذا استخدم هذا المورد في إشباع حاجة أخري ، أو إستخدام مورد أخر في إشباع هذه الحاجة أو الرغبة كان مستوى الإشباع أقل"

أما التخصيص الإنتاجي فهو "عملية إختيار منتج معين للإنتاجه من بين المنتجات المختلفة التي يمكن إنتاجها ، عن طريق إستخدام مورد معين قادرة على إنتاج منتج أخر ، هذا المورد ضمن موارد أخرى قادرة على إنتاج تلك المنتج نفسه ، بحيث إذا استخدم هذا المورد في إنتاج منتج أخر ، أو استخدم مورد أخر في إنتاج هذا المنتج كان مستوى الإنتاج وحجمه أقل"

3/2- أبعاد المشكلة الاقتصادية
3/2/1- الندرة
تُعرف الندرة Scarcity بأنها "المحدودية" أي توفر الشىء على وجة محدد ، وتوصف كبُعد من أبعاد المشكلة الاقتصادية بأنها "ندرة نسبية" ، وذلك نتيجة العلاقة الكمية بين الحاجات والرغبات اللانهائية ، ووسائل إشباعه المتمثلة في الموارد الاقتصادية ، حيث أن حجم الموارد الاقتصادية متوفرة بنسبة أقل من الحاجة إليها ، فالموارد الاقتصادية نادرة بالنسبة إلى الحاجة إليها.

3/2/2- الإختيار
يُعرف الإختيار Selection بأنه "الإنتقاء من متعدد" أي توفر بدائل يمكن لأي بديل منهم أن يكون موضع عملية الإنتقاء ، ويعد الإختيار بُعد من أبعاد المشكلة الاقتصادية من جانبين :

أحدهما ، أن الحاجات والرغبات لانهائية في مقابل أن وسائل إشباعها نادرة ؛ مما يعني إنتفاء إمكانية إشباع دائرة هذه الحاجات والرغبات ، وهذا يستوجب إختيار أي من هذه الحاجات والرغبات ليتم إشباعها.

ثانيهما ، أن وسائل إشباع الحاجات والرغبات ، والمتمثلة في الموارد الاقتصادية تتميز ــ علاوة على أنها نادرة ـ بخاصية أن لها إستعمالات بديلة ، أي أن لكل مورد العديد من الإستخدمات المختلفة ، وهذا يستوجب إختيار إستعمال معين للمورد من بين هذه الإستعمالات العديدة.

3/2/3- التضحية
تُعرف التضحية Sacrifice كبُعد من أبعاد المشكلة الاقتصادية بأنها "نفقة الإختيار" فمادام هناك إختيار من بدائل ، فهذا يعني أن عملية الإختيار لبديل بعينه تستوجب نفقة متمثلة في الإستغناء عن أي من البدائل الأخرى ، هذه النفقة هي التي تحدد ثمن ماتم إختياره.

فإن إختيار حاجة أو رغبة معينة لإشباعها ؛ يعني تحمل التضحية بإشباع الحاجات والرغبات الإخرى (نظراً لندرة الموارد الاقتصادية بالنسبة للحاجات والرغبات اللانهائية) كما أن إستعمال مورد اقتصادي معين في إستخدام محدد ؛ يعني التضحية بالإستخدمات البديلة الأخرى (نظراً لخاصية الإستعمالات البديلة للموارد الاقتصادية).

ظريف توفيق جيد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق